بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله سلام على رسول الله وعلى اله وصحبة .وبعد....
فقد اختلف اهل العلم في مسألة القراءة خلف الامام . وحاصل الخلاف انه راجع الى ثلاثة اقوال :-الاول -انه لا يقرا خلف الامام مطلقا
ومن قال بهذا هم الاحناف, واستدلو بقوله عز وجل (واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون) قال بن عباس وابو هريرة:-
نزلت خاصة بالصلاة عندما كان الصحابة يقراون خلف الامام.
القول الثاني:-وجوب القراءة خلف الامام مطلقا(في السرية والجهرية) ومن قال بهذا القول (معظم الشافعية -وكثير من اهل الحديث-منهم
ا الامام البخاري-ومن التأخرين العلامة بن عثيمين رحمه الله.وادلتهم في ذلك كثيرة منها حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم(لا صلاة لمن لم يقرا بفاتحة الكتاب) رواه البخاري
القول الثالث:-يقرا بالسرية ولا يقرا بالجهرية ,وهو قول المالكية والحنابلة وبعظ الشافعية وجملة من اهل الحديث ,وذكروا ادلة من الحديث وفعل الصحابة واستطاعوا ان يوافقوا بين الاقوال السابقة .اما دليلهم من السنة:-رواية ابي هريرة رضي الله عنه(انصرف رسول الله من الصلاة
فقال :- هل قرا معي احد منكم؟ فقال رجل نعم يا رسول الله. فقال رسول الله:-مالي انازع القران. قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) فيما جهر به من الصلوات.حين سمعوا ذلك من رسول الله(صلى الله عليه وسلم)
فلذلك القول الثالث هو الراجح والله اعلم لوجوه:-
الاول -انه جمع للادلة.والقاعدة الاصولية (اعمال الدليلين خير من اهمال احدهما.
الثاني:-كثرة القائلين ب من اهل العلم (مع اقرارنا ان الحق ليس بكثرة القائلين)
الثالث:-قوة ادلتهم حتى قال العلامة الالباني رحمة الله ان حديث ابي هريرة السابق هو ناسخ للادلة السابقة. والله اعلم